تقنية

شركة سامسونغ تنهي “كابوس” الهواتف التقليدية.. هذا هو “السر” وراء “الجهاز الغامض” الذي سيغير كل شيء!

تواصل شركة سامسونغ الكورية مساعيها لإعادة رسم ملامح سوق الهواتف الذكية عبر ابتكار جريء يتمثل في أول هاتف ثلاثي الطي ثنائي المفصلات، حيث تدرس الشركة بجدية إدخال هذا المنتج إلى السوق الأميركية خلال الأشهر المقبلة، في خطوة إن تمت ستشكل علامة فارقة في مسيرة الصناعة.
إقرأ ايضاً:

“القوات الخاصة للأمن البيئي” توجه “ضربة مزدوجة”.. وتطيح بمخالفين في “عسير” و”محمية ملكية”قرار ملكي صادم يهز “سوق العقارات”.. “نظام نزع الملكية” الجديد يكشف عن “تفاصيل سرية”!

وبحسب ما كشفته مصادر مطلعة نقلًا عن “سي إن إن بيزنس”، فإن سامسونغ ما زالت بصدد تقييم الأسواق الأنسب لإطلاق الجهاز الجديد، مع وضع الولايات المتحدة ضمن قائمة الخيارات البارزة، وذلك لما تمثله من سوق محورية في عالم التقنية والاستهلاك الرقمي.

ويمثل الهاتف، الذي يُتوقع أن يحمل اسم “Galaxy TriFold”، نقلة نوعية على مستوى التصميم، إذ يتيح طي الشاشة ثلاث مرات بدلًا من مرتين كما في الأجهزة الحالية، مما يعزز من فكرة الهاتف اللوحي القابل للجيب، ويمنح المستخدم تجربة فريدة تجمع بين الهاتف والتابلت.

حتى اللحظة، لا يتوفر أي جهاز من هذا النوع في السوق الأميركية، وهو ما يمنح سامسونغ أفضلية السبق في حال اتخذت قرار الطرح هناك، مستفيدة من تعطش المستهلكين لمنتجات تتجاوز النمط التقليدي الذي يسيطر على الهواتف منذ سنوات.

ورغم ذلك، ليست سامسونغ اللاعب الوحيد في هذا المضمار، إذ تسبقها هواوي الصينية بطرح هاتف “Mate XT” ثلاثي الطي داخل السوق المحلي، لكن محدودية توفره خارج الصين أبقت التجربة قاصرة على نطاق ضيق، وهو ما قد يفتح الباب لسامسونغ لتوسيع رقعة الانتشار عالميًا.

وتأتي هذه التحركات في وقت يسعى فيه قطاع الهواتف الذكية إلى كسر حالة الجمود التي يفرضها تشابه التصاميم، إذ تراجعت الابتكارات الجوهرية في السنوات الأخيرة، الأمر الذي جعل من أي تصميم غير مألوف حدثًا لافتًا.

مع ذلك، تواجه سامسونغ تحديات غير يسيرة مرتبطة بالتصميم المعقد لهذا النوع من الأجهزة، حيث يتطلب هيكل الهاتف وهندسته دقة استثنائية ترفع من تكاليف الإنتاج وتضعه في فئة سعرية مرتفعة قد لا تتناسب مع غالبية المستهلكين.

وتشير التسريبات إلى أن سعر “Galaxy TriFold” قد يقترب من 3000 دولار، ما يعني أنه سيكون منتجًا مخصصًا لشريحة محدودة من عشاق التقنية الفائقة، بدلًا من كونه هاتفًا جماهيريًا واسع الانتشار.

إضافة إلى ذلك، ترى تحليلات السوق أن محدودية الطلب المتوقعة على الجهاز، نظرًا لحداثة فكرته وارتفاع سعره، قد تدفع سامسونغ إلى طرحه بتوافر محدود في البداية، لقياس تفاعل المستهلكين قبل التوسع في الإنتاج.

في المقابل، يعوّل أنصار سامسونغ على أن عنصر “السبق” قد يمنح الشركة دفعة تسويقية قوية، إذ يمكن للهاتف أن يرسخ مكانتها كشركة رائدة في فئة الأجهزة القابلة للطي، بعدما كانت أول من فتح هذا المجال عبر سلسلة “Galaxy Z”.

وتُظهر خطة الشركة المبدئية أن كوريا الجنوبية والصين ستكونان أولى المحطات لتسويق الجهاز، مع توقعات قوية بإطلاقه في أكتوبر أو نوفمبر المقبلين، وهو ما يتوافق مع استراتيجية سامسونغ في تقديم منتجاتها الكبرى قبل موسم العطلات.

وتشير التقديرات إلى أن نجاح التجربة في الأسواق الآسيوية سيشكل اختبارًا حاسمًا قبل دخول الأسواق الأكثر تنافسية مثل الولايات المتحدة وأوروبا، حيث تتباين أذواق المستهلكين وتتفاوت قدرتهم الشرائية.

كما يُتوقع أن يكون الجهاز بمثابة منصة لاختبار تكنولوجيات جديدة في شاشات العرض والبطاريات ومتانة المفصلات، وهي تقنيات يمكن أن تنتقل لاحقًا إلى أجهزة أكثر انتشارًا ضمن فئات سعرية أقل.

وفي حال تمكنت سامسونغ من التغلب على التحديات التقنية والتكلفة الباهظة، فقد تُعيد هذه الخطوة إحياء مفهوم الهواتف متعددة الاستخدامات، بما يتماشى مع تطلعات المستهلكين الباحثين عن المرونة والقدرات المتقدمة.

ويجمع مراقبون أن خطوة كهذه، وإن كانت محفوفة بالمخاطر، إلا أنها تنسجم مع توجه سامسونغ التاريخي في خوض مغامرات تكنولوجية مبكرة، قبل أن تتحول إلى توجه سائد في السوق.

ولا يُستبعد أن تحاول الشركة ربط هاتفها الجديد بأنظمة بيئية أخرى مثل الأجهزة القابلة للارتداء والخدمات السحابية، لتعزيز تجربة المستخدم وتحقيق قيمة مضافة تتجاوز مجرد التصميم الملفت.

على الجانب الآخر، قد تدفع هذه الخطوة الشركات المنافسة، خاصة أبل، إلى تسريع ابتكاراتها الخاصة في مجال الأجهزة القابلة للطي، ما ينذر بمرحلة جديدة من المنافسة التقنية العالمية.

وفي النهاية، يبدو أن قرار سامسونغ بشأن طرح هاتفها ثلاثي الطي في أميركا سيكون مرهونًا بحسابات دقيقة بين المخاطرة والريادة، لكن المؤكد أن الجهاز سيظل محط أنظار العالم عند الكشف عنه رسميًا.

Related Articles

Back to top button